وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
صلة الرحم من أوجب الواجبات قال تعالي ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي ) وقال سبحانه وتعالى ( وآت ذا القربي حقه ) الآيتين من سورة الإسراء .
وقد ورد في الآحاديث في الحث علي صلة الرحم والتحذير من قطيعة الرحم
بل علي المسلم أن يصل من قطعه من رحمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل من إذا قطعت رحمه
وصلها ) رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وأحمد والترمذي
كما حث علي صلة الرحم فقال صلي الله عليه وسلم ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
ونهي أشد النهي عن قطع الرحم فقال صلي الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
وإن كان يصيبكم من ابن عمكم شرا فالواجب عليكم أن تصلحوا ذات بينكم أن تبذلوا له النصح والتواصي بالحق والصبر قال تعالي ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) ولما رواه مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم . )
فإن سعيتم في البر والصلة له مع بذل النصح وإصلاح ذات البين مراعاة لصلة الرحم وحق الإسلام والقرابة . ولم يجدي كل ذلك نفعا بل يصيبكم من الشر ويغلب علي ظنكم وجود مضرة من صلته جاز هجره دفعا للمضرة وتحقيقا للمصلحة وبمثل هذه الفتوي أفتى علماء اللجنة الدائمة . ونسأل الله العلي الكريم أن يصلح ذات بينكم ويعيننا جميعا علي صلة أرحامنا .